تقـــع مدينة تمنراست السياحية على بعد 2000 كلم جنوب العاصمة الجزائر، مناخها جاف صحراوي وتشتهر بجمال طبيعتها وآثارها التي تعود إلى قرون خلت، سكانها الأصليون هم التوارق، وبها أجمل غروب للشمس في العالم (بمنطقة الآيسكريم) وأكبر متحف طبيعي في العالم (الطاسيلي).
الهقار والطاسيلي تعتبر هاتان المنطقتان متحفين طبيعيين وصنفتهما منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي. والهقار حيث القمم ترتفع الى 3000 متر مقصد رئيسي للسياح الباحثين عن متعة المغامرة بين ممراتها الصخرية الملساء وحيث الرسوم والنقوش الأثرية التي تنبئ عن طريقة حياة انسان تلك المنطقة قبل نحو خمسة آلاف سنة . يهيم أهل الطوارق ويعيشون في جزء من الصحراء الافريقية الكبرى يعرف باسم منطقة ازواد التي تستقطب عددا كبيرا من السياح الاجانب لا سيما الالمان التواقين لاكتشاف جمال وسحر الصحراء في القارة الافريقية السمراء. يقطع السياح مساحات شاسعة للوصول الى الصحراء وبالتحديد الى منطقة الاهقار حيث تنطلق الرحلة من العاصمة الجزائر الى ولاية تمنراست عاصمة المنطقة الصحراوية الجزائرية، وتستغرق الرحلة حوالي ساعتين ونصف الساعة في الطائرة، أي المدة نفسها التي تستغرقها الرحلة من لندن الى العاصمة الجزائرية على سبيل المثال. ويوجد في تمنراست فندق «تاهات» الشهير الذي يعد قبلة السياح الاجانب ينطلقون منه عادة في رحلاتهم في عمق الصحراء، أما اذا كنت من محبي المغامرات واختبار الصحراء بكل سحرها وجمالها يمكنك البقاء في المخيمات التي تنتشر بكثرة في أطراف المدينة، ويملكها أصحاب الوكالات السياحية الذين ينظمون الرحلات الصحراوية التي تعرف اليوم باسم الـ«سفاري»، ويمكن للمقيمين في الخيم التمتع بتنظيم حفلات شوي اللحم على الجمر على طريقة «الباربكيو» في الهواء الطلق، والاستمتاع بشرب الشاي. وتقوم وكالات السفر والسياحة بتنظيم الرحلات مع تأمين سيارات رباعية الدفع تناسب طبيعة الصحراء ويؤمنون المياه في قَِرب مصنوعة من جلد الجمال والبعير، بالاضافة الى تأمين الخيم الصغيرة والمؤن الغذائية. غالبا ما تكون الرحلة الى الصحراء الجزائرية طويلة الامد تستمر لعدة أيام، يستمتع خلالها المسافر بتفسيرات المرشدين السياحيين الذين يقدمون المعلومات اللازمة، وهم من الطوارق، ويعرفون الصحراء شبرا بشبر. وينصح دائما بعدم التجول لمسافة بعيدة في الارجاء الصحراوية من دون مرافقة الدليل السياحي، بحيث أنه من السهل أن تضيع في الصحراء. * تقام في مدينة تمنراست عدة احتفالات منها عيد الربيع يتمتع السائح خلاله بسباق الجمال الذي ينظمه الطوارق بالاضافة الى السهرات وتقديم الاغاني التقليدية التي تحكي عن الصحراء والحب والربيع ترافقها سهرات فولكلورية من بينها رقصة «شروا» التي تتخذ شكل مبارزة يؤديها شبان بلباس مميز وتهدف الى التدرب على استخدام السيف وتمرين العضلات، ويقوم الطوارق الملثمون بتأدية رقصة العرس، حيث تصطف مجموعة من الجمال تنطلق من مسافة بعيدة وتجري متلاصقة بسرعة كبيرة، فيما تنطلق مجموعة أخرى مشابهة من الطرف الاخر وتتقاطع المجموعتان في شكل يخيل للناظر انهما حتما تتجهان الى الاصطدام، لكنهما تتفاديان ذلك بمهارة فائقة. ويرافق الرقصة أو المبارزة عزف على التندي والامزاد.