لماذا تكررت الآية (فبأي آلاءربكما تكذبان) 31 مرة؟هذا سؤال حيَّرني كثيراً حتى وجدتُ إجابة شافية له، فلماذا تتكرر الآية ذاتها 31 مرة وفي السورة ذاتها، لنطلع على هذه التناسقات العددية المحكمة....هناك الكثير من الظواهر القرآنية المحيرة، وهذهالظواهر كانت مدخلاً للمشككين يدعون من خلالها أن القرآن كتاب فيه الكثير من الآياتالمتكررة، لأن اً كان ينسى ما كتبه فيكرر الآية! وسبحان الله! لو كان صلىالله عليه وسلم هو من كتب سورة (الرحمن) فلماذا كرّر الآيةذاتها 31 مرة، وما هي الحكمة من ذلك؟ والجواب أن اً لم يكتب حرفاً واحداً منالقرآن، بل كل آية نزلت من عند الله، ولذلك أودع الله بعض الأسرار في هذه الآياتلتكون معجزة لكل ملحد في هذا العصر!فلو تأملنا سورة الرحمن نلاحظ آية تتكرر باستمرار،إنها قول الله تعالى مخاطباً الإنس والجن: (فَبِأَيِّ آلَاءرَبِّكُمَا تُكَذِّبَان).لقد تكررت هذه الآية 31 مرة في سورة الرحمن. وقدحاول المشككون جاهدين انتقاد القرآن بزعمهم أنه يحوي تكرارات لا معنى لها، فلماذاتتكرر الآية ذاتها 31 مرة، ألا يكفي مرة واحدة؟بعد بحث طويل في هذه الآية وعدد مرات تكرارها في سورةالرحمن وجدتُ بأن هنالك علاقة رياضية مذهلة أساسها الرقم سبعة، هذه العلاقة هيتأكيد من الله تعالى أنه لا تكرار في كتاب الله بل إعجاز وتناسقوإحكام.والرقم سبعة له دلالاتكثيرة، وكما قلنا في أبحاث سابقة فإن الله تعالى نظَّم حروف وكلمات كتابه بنظامعددي يقوم على الرقم سبعة، ليؤكد لنا أن هذا الكتاب منزل من خالق السموات السبعسبحانه وتعالى.إن العمل الذيقمتُ به أنني تدبَّرتُ أرقام الآيات التي ورد فيها قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)،فوجدتُ أن هذهالأرقام تبدأ بالآية 13 وتنتهي بالآية 77 كما يلي:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِالرَّحِيمِالرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُالْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّآَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّالْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَابَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُالْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْعَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِاسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِفَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّآَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْنَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آَلَاءِرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْوَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَاجَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِيوَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) فَبِأَيِّآَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِجَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّآَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَامِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْإِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّآَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْيَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّآَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُوَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْدُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَافَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌمَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَاتُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) صدق الله العظيم.لقد لونت الآيةالمطلوبة باللون الأزرق ليسهل على الإخوة التأكد من هذه الحقائق الرقمية، فلو قمنابعد مرات تكرار هذه الآية نجدها 31 مرة، وأرقام الآيات هي:13 16 18 21 23 25 28 30 32 34 36 38 40 42 45 47 49 51 53 55 57 59 61 63 65 67 69 71 73 75 77طريقة صف الأرقامأحبتي في الله! دائماً في أبحاث الإعجاز العددي نتبعطريقة محددة وهي أن نضع الأرقام بجانب بعضها ونقرأها دون أن نغير فيها أي شيء، أينقوم بصفّها ونقرأ العدد الناتج. والعجيب جدًا أن أرقام هذه الآيات الـ 31 عندمانقوم بصفِّها فإنها تشكل عددًا ضخماً وهو:77757371696765636159575553514947454240383634323028 252321181613
هذاالعدد الضخم الذي يمثل أرقام الآيات حيث وردت(فَبِأَيِّ آلَاءرَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)من مضاعفات الرقم سبعة! أي أننا إذا قسمنا العددعلى سبعة ينتج عدد صحيح بلا فواصل. وهذا يدل على أن الله تعالى قد وضع أرقام الآياتبحيث تتناسب مع الرقم سبعة. ولكن ما هو الإثبات على أن هذا التناسق لم يأتبالمصادفة؟قراءةالعدد باتجاه معاكسالآيةتتحدث عن الإنس والجن وتخاطبهما وتذكرهما بنعم الله تعالى عليهما، ولو تأملنا العددجيداً نجد أن معكوسه من مضاعفات الرقم سبعة. فلو قرأنا هذه العدد الضخم والذي يمثلأرقام الآيات الإحدى والثلاثين باتجاه معاكس، أي من اليمين إلى اليسار لوجدنا عدداًهو:31618112325282032343638304245474941535557595163656 769617375777
وهذاالعدد عندما نعالجه نجده أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة! إذاً العدد الذي يمثل أرقامالآيات ينقسم على سبعة باتجاهين، وكيفما قرأناه. وسؤالنا: أليست هذه النتيجةالمذهلة دليلاً صادقًا على أنه لا تكرار في القرآن, بل نظام مُحكَمومتكامل؟لامصادفة في كتاب اللهولكنقد يأتي أيضاً من يدعي بأن هذه صدفة، وهذا ما دعاني لطرح السؤال: لماذا تكررت الآية 31 مرة وليس 32 مرة، ما الحكمة من العدد 31، وهل هناك تناسق سباعي آخر؟ ولذلك فقدقمتُ بترقيم الآيات الـ 31 بشكل تسلسلي، أي 1-2-3-4-5......31 أي نبدأ بالرقم 1وننتهي بالرقم 31 ، وقد وجدتُ بأنه يتشكل لدينا عدد ضخم هو:1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 1819 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31
ولو تأملنا هذاالعدد نجده من مضاعفات الرقم سبعة! ولو قمنا بعكس هذا العدد أي قرأناه من اليمينإلى اليسار فسوف يتشكل عدد هو:12345678901112131415161718191021222324252627282920 313
وهذا العددأيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، وهنا ينتفي احتمال المصادفة إذ لا يُعقل أن تأتي جميعهذه التناسقات مع الرقم سبعة بالمصادفة!وهنالك ملاحظة لطيفة وهي أن الكلمة الوحيدة في القرآنوالتي تشير إلى الإنس والجن وهما الثقلين، هي قوله تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ) [الرحمن: 31]، فهلهنالك علاقة بين رقم هذه الآية وبين عدد مرات تكرار الآية التي خاطب الله فيها هذينالثقلين: (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)؟إنرقم هذه الآية هو 31 من سورة الرحمن! أي أن تكرار الآية التي خاطب الله فيها الإنسوالجن 31 مرة هو ذاته رقم الآية التي خاطب الله فيها الثقلين وهما الإنس والجن،فتأمل هذا التناسق، هل جاء مصادفة؟والنتيجة- أرقام الآيات حيث وردت الآية الكريمة (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان) جاءت لتشكل عدداً منمضاعفات السبعة بالاتجاهين.- العدد التسلسلي من 1 وحتى 31 أيضاً جاء ليشكل عدداً من مضاعفات السبعةبالاتجاهين.ولا نملك إلا أن نقولسبحان الذي أحكم هذه الأعداد ورتبها ليؤكد لكل من يشك بهذا القرآن أن القرآن ليسكتاب تكرارات بل هو كتاب المعجزات! وهو القائل: (وَقُلِ الْحَمْدُلِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّاتَعْمَلُونَ) [النمل: 93].ـــــــــــــبقلم عبد الدائم الكحيلwww.kaheel7.comالمراجع- القرآن الكريم، برواية حفص عنعاصم (مصحف المدينة المنورة).- المعجم المفهرس لألفاظ القرآنالكريم – فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت __________________
قيل للحسن البصريما سر زهدك في الدنيا ؟فقال علمت يأن رزقي لن يأخذه غيري فأطمأن قلبي لهو علمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت بهوعلمت ان الله مطلع علي فأستحييت ان اقابله على معصية و علمت ان الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله