عدد الرسائل : 182 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 23/03/2010
موضوع: عدل عمر بن الخطاب الإثنين 29 مارس 2010 - 23:33
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه جاء رجلان قال عمر: ما هذاقالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتلأباناقال: أقتلت أباهم ؟قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه؟قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقععلى رأسه فمات...
قال عمر : القصاص .....
الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلةشريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرعالله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ...
>>قال الرجل : يا أميرالمؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتيوأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليسلهمعائل إلا الله ثم أناقال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعودإليَّ؟فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا دارهولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا علىأرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ....
ومنيعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطةلديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكتالناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتن عنه ؟قالا : لا ،من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين.. قال عمر : من يكفل هذا أيهاالناس ؟!! فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أميرالمؤمنين ، أنا أكفلهقال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا! قال: أتعرفه ؟قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إنشاءاللهقال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لوتأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين .... فذهبالرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر فيأمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ..... وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمرالموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاءالشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة علىغير عادتها ، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. صحيحأن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكنهذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراجلتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دونمكان... وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّرالمسلمونمعهفقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بكوما عرفنا مكانك !! قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ منالذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لاماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل.. فوقف عمر وقال للشابين : ماذاتريان؟قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....
جزاكما الله خيراً أيها الشابانعلى عفوكما ، وً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ،وً أيها الرجل لصدقك ووفائك ....