كان ريان- رحمه الله- أستاذًا في مادة الحديث الشريف، يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، واشتهربالتصاقه الشديد بالحياة اليومية للمواطنين، وبجرأته في تحدي جيش الاحتلال حتى في أشدّ الاجتياحات العسكرية الصهيونية لشمال القطاع، كما أنه تمسّك بمنزله في مخيم جباليا المكتظ، ليعيش حياة متواضعة ومتقشفة، حتى في ملبسه،رغم مكانته العلمية والأكاديمية البارزة.ويتمتع الأكاديمي الجامعي الدكتور نزار ريان بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني،واشتهر بمواقفه الجريئة، بتمركزه مع المقاومين الفلسطينيين في الصفوف الأولى للتصدي للاجتياحات الصهيونية لمخيمجباليا في سنوات "انتفاضة *******. فقد كان من المألوف أن يتمركز أستاذ علم الحديث بين المقاومين في ذروة الاجتياحات الصهيونية الضارية، بل لم يتردَّدمرارًا في استبدال ثوبه اليومي بالزي العسكري لـ"كتائب عز الدين القسام"، رافعًا الروح المعنوية، غير عابئ بتهديداتجيش الاحتلال له.كما قاد البروفيسور نزار ريان مبادرة فلسطينية جريئة لتحدِّي سياسة هدم منازل المواطنين الفلسطينيين عبر الإنذارات الهاتفية المسبقة؛ فقد قاد القيادي الشهيد مبادرة تشكيل دروع بشرية شعبية لحماية منازل المواطنين الفلسطينيين المهددة بقصف طائرات الاحتلال خلال السنتين الماضيتين.كان ريان يصعد مع مئات المواطنين إلى أسطح البنايات، مردِّدين التكبيرات؛ لحماية المباني السكنية من القصف؛لينتهيَ ذلك الأسلوب الذي حاول الجانب الصهيوني فرضه.
والدكتور نزار هو أحد علماء فلسطين البارزين، ويُنادي كذلك باسمه "نزار ريان العسقلاني"، وهو لاجئ فلسطيني
ينحدر من بلدة نعليا القريبة من عسقلان.
والشهيد هو أستاذ الحديث النبوي الشريف بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة التي
قصفها الطيران الحربي الصهيوني في العدوان الحاليِّ على قطاع غزة.وتلقَّى الدكتور نزار ريان تعليمه الأكاديمي في
السعودية والأردن والسودان؛ فقد حصل ريان على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام
بن سعود
الإسلامية بالرياض عام
1982م، وتلقَّى العلم الشرعي على علماء الحجاز ونجد، ثم حصل الشهيد على شهادة
الماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمّان عام
1990م بتقدير ممتاز، ومن بعد نال درجة الدكتوراه من
جامعة القرآن الكريم بالسودان عام 1994موالدكتور ريان متزوج من أربع سيدات، وله ستة أبناء ذكور، وست بنات، وحفيدان، وابنه إبراهيم أحد مقاتلي
كتائب القسام قد استشهد في وقتٍ سابقٍ، وكان نزار رحمه الله ينذر أبناءه وأحفاده للدفاع عن فلسطين والقدس
الشريف، واستكمال مسيرة التحرير.
وقد سبق أن عمل الشيخ نزار ريان إمامًا وخطيبًا متطوعًا لمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا خلال الأعوام من
1985م وحتى 1996م، وهو من القياديين البارزين في حركة حماس، وقد اعتقلته سلطات الاحتلال
مرارًا ليمكث في سجونها نحو 4 سنوات، كما اعتقلته أجهزة الأمن السابقة التابعة للسلطة الفلسطينية
وأخضع فيها للتنكيل والتعذيب.
وعلاوةً على بحوثه العلمية المنشورة؛ فقد كانت للقيادي مساهمات اجتماعية بارزة، بخاصة في تمكين عشرات
الأكاديميين الفلسطينيين من الحصول على منح لدراسات الماجستير والدكتوراه في الجامعات العربية والإسلامية
في شتى التخصصات، كما يُعَدّ أحد رجالات الإصلاح الاجتماعي في قطاع غزة، من خلال ترؤسه "لجنة
إصلاح ذات البين ولم الشمل".
وفي حديث صحفي سابق للعالم الشهيد نزار ريان عن سر ارتدائه الزي العسكري، رغم أنه قائد سياسي،
فقال: "إنه حين تغتصب الأرض وتُقتَحم البلد، هناك حكم شرعي ينطبق على السياسي والعسكري، بل
على الرجل والمرأة، وهو وجوب دفع العدو عن الأرض بالنفس؛ ولذلك لا يمكن إلا أن أخرج على الهيئة التي
تذكرون؛ لأدفع بنفسي عن بلدنا وأهلنا، ولأرفع معنويات المجاهدين والسكان،
"
ولقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ؛ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: "لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا"، ومن هنا تكون الأسوة الحسنة".