منتدى بريكة للـعــلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك يا زائر في 


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيف الدين
الإدارة
الإدارة
سيف الدين


ذكر عدد الرسائل : 824
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي   درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي Icon_minitimeالإثنين 25 مايو 2009 - 19:25

:السلام عليكم:



الإشكال هل أساس الاحتفاظبالذكريات بيولوجي أم اجتماعي؟يمتاز الإنسان بقدرته على استخدام ماضيه و الاستفادة منه للتكيف مع مايواجهه من ظروف فهو لا يدرك الجديد إلاّ تحت نور الماضي أو الذكريات ،وهذه الذكرياتهي التي تقدم له مواده الأولية لتنشيط مختلف ملكاته العقلية ولكن هذه الذكريات كيفيمكن لها أن تبقى في متناولنا ؟ أين وعلى أي شكل تكون ذكرياتنا في الحالة التي لانضطر إلى استحضارها ؟ وكيف تستمد حياتها عند الحاجة ؟ أو بعبارة أصح هل أساسذكرياتنا بيولوجي أم اجتماعي ؟ .يرىأنصار النظرية المادية وبوحي من الفكرة الديكارتية القاتلة بأن الذاكرة تكمن فيثنايا الجسم ، أي الانطباعات التي تحدثها الأشياء الخارجية في الدماغ وتبقي بقاءهاعلى لوحة التصوير، أي أن الذكريات تترك لها آثاراً في المخ كما تترك الذبذباتالصوتية على اسطوانة الإلكتروفون وبمعنى أصح أن المخ كالوعاء على حد تعبير تينيستقبل ويخزن مختلف أنواع الذكريات ولكل ذكرى ما يقابلها من خلايا عصبية حتى ذهببعضهم إلى التساؤل ما إذا كانت الخلايا الموجودة في الدماغ كافية من حيث العددلتسجيل كافة الانطباعات ويعتبر رائد هذه النظرية ريبو الذي يرى في كتابه ـ أمراضالذاكرة ـأن الذاكرة ظاهربيولوجية الماهية سيكولوجية العرض)، وحسبه أن الذكريات تحفظ في خلايا القشرةالدماغية وتسترجع عندما تحدث إدراكات مماثلة لها ، وأن عملية التثبيت تتم عن طريقالتكرار ، والذكريات الراسخة فيما يرى ريبو هي تلك التي استفادت من تكرار طويلولهذا فلا عجب إذا بدأ تلاشيها من الذكريات الحديثة إلى الذكريات القديمة ، بل ومنالحركية إلى العقلية بحيث أننا ننسى الألقاب ثم الأوصاف فالأفعال فالحركات ، ولقداستند ريبو إلى المشاهدات الباثولوجية ـ المرضية ـ مثل الأمنيزيا وبعض حالاتالأفازيا الحركية ، وحسبه أن زوال الذكريات يكون عندما تحدث إصابات على مستوىالخلايا التي تحملها مثل الحبسة ، وبهذا تصبح الذاكرة مجرد خاصية لدى الأنسجةالعصبية ، ويستدل ريبو أيضا بقوله أنه عندما تحدث إصابة لأحد الأشخاص الذين فقدواذاكرتهم فإنه كثيراً ما تعود إليه الذاكرة بنفس الصدمة وهذا من أكبر الأدلة علىحسية الذاكرة وماديتها ، وقد جاءت تجارب بروكا تثبت ذلك بحيث أنه إذا حدث نزيف دمويفي قاعدة التلفيف الثالث يولد مرض الحبسة ، كما أن فساد التلفيف الثاني يولد العمىاللفظي وأن فساد التلفيف الأول يولد الصمم اللفظي ، ويعطي الدكتور دولي براول مثالعن بنت في 23 من عمرها أصابتها رصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى ومن جراء هذاأصبحت لا تتعرف على الأشياء التي توضع في يدها اليسرى رغم أنها بقيت تحتفظ بالقدرةعلى مختلف الإحساسات النفسية والحرارية والألمية فإذا أي شيء في يدها اليسرى وصفتجميع خصائصه وعجزت عن التعرف عليه ، وبمجرد أن يوضع في يدها اليمنى تعرفت عليهبسرعة وهكذا تبدو الذكريات كما لو كانت في منطقة معينة من الدماغ ويضيف ريبو دليلاًآخر هو أنه لو أصيب أحد الأشخاص الذين فقدوا ذاكرتهم على مستوى الدماغ إصابة قويةربما استعاد ذاكرته وهذا من أقوى الأدلة على حسية الذاكرة وماديتها .على الرغم من كل هذه الأدلة والحججإلاّ أن هذه النظرية لم تصمد للنقد لأن التفسير المادي الذي ظهر في القرن 19م لايمكنه أن يصمد أمام التجربة ولا أمام النظر الدقيق ففي هذا الصدد نجد الفيلسوفالفرنسي برغسون الذي يرى بأن هذه النظرية تخلط بين الظواهر النفسية و الظواهرالفيزيولوجية فهي تعتبر الفكر مجرد وظيفة للدماغ ، كذا أن المادة عاجزة عن تفسيرالذاكرة يقول لو صح أن تكونالذكرى شيء ما ستحفظ في الدماغ ، لما أمكنني أن أحتفظ بشيء من الأشياء بذكرى واحدةبل بألوف الذكريات) ، أما بالنسبة لمرض الأفازيا فإن الذكرى لا تزال موجودة إلاّ أنالمريض يصير غير قادر على استرجاعها حتى يحتاج إليها ويذكر الطبيب جون دولاي أن أحدالمصابين بالأمينزيا الحركية فقد تماما إرادة القيام بإشارة الصليب إلاّ انه توصلتلقائيا إلى القيام بالإشارة عند دخوله الكنيسة .وعلى عكس الرأي الأول يرى أنصار النظرية الاجتماعية أن الغيرهو الذي يدفعنا إلى تذكر الحوادث أي التي اشترك معنا فيها في الأسرة أو الشارع أوالمدرسة وفي هذا يقول هالفاكس إنني في أغلبالأحيان عندما أتذكر فإن ذاكرتي تعتمد على ذاكرة الغير) ، ولقد كان على رأس هذهالنظرية بيارجاني ،هالفاكس فهم يرون أن الذاكرة تجد في الحياة الاجتماعية المجالالخصب الذي تستمد منه وجودها وحين نحاول معرفة صلتها العضوية بالجسم إنما كنا نبحثعن معرفة الآلية التي تترجم الذكريات الماضية و السلوك الراهن والواقع أن هذاالسلوك هو الذي يربط بين الفرد والآخرين غير أن الذاكرة بمعناها الاجتماعي تأخذبعدا أكبر من هالفاكس فهو يرى أن الذاكرة ترجع إلى المجتمع فالفرد مهما اتسم شعورهبالفردية المتميزة إلى أبعد الحدود فإن جميع أنواع السلوك التي هي مواد ذكرياتهتبقى وتظل اجتماعية واللحظات الوحيدة المستثناة هي أثناء النوم أي الأحلام حيثينعزل الفرد بكليته عن الآخرين إلاّ أن الأحلام تبقى ذات طبيعة مختلفة عن الذكرياتيقول هالفاكس إن الحلم لا يعتمدسوى على ذاته في حين أن الذكريات تستمد وجودها من ذكريات الآخرين ومن القاعدةالعامة للذاكرة الاجتماعية)، ويكون التفاهم بواسطة اللغة في الوقت ذاته فهي الإطارالأول والأكثر ثباتا للذاكرة الاجتماعية ، وهكذا فالعقل ينشئ الذكريات تحت تأثيرالضغط الاجتماعي إذاً فلا وجود لذاكر فردية فالذاكرة هي ذاكرة جماعية ، هي ذاكرةالزمرة والأسرة والجماعة الدينية والطبقة الاجتماعية والأمة التي تنتمي إليها وفيجميع الأحوال فإن ذكرياتنا ترتبط بذكريات الجماعة التي ننتمي إليها ، فالإنسان ضمنالجماعة لا يعيش ماضيه الخاص بل يعيش ماضيه الجماعي المشترك فالاحتفالات الدينيةوالوطنية هي إعادة بنا الماضي الجماعي المشترك .هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد مع أنه اعتمد على الواقع ،فصحيح أن الذاكرة تنظم داخل أطر اجتماعية ولكن ليس العامل الاجتماعي عاملاً أساسياوكافيا لوحده لأنه بإمكان الفرد أن يتذكر شيئا ذا قيمة بالنسبة له وحده بالإضافةإلى أنه إذا كان تذكر الفرد يكون دائما من خلال ماضيه المشترك مع الجماعة فيكون ذلكمعناه أن شعور الفرد جزء من شعور الجماعة وهذا أمر مستحيل .أن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتين أنهما عالجتا موضوعالذاكرة المعقد كل على حدا وذلك لاختلاف منهجهم في حين أن الذاكرة عملية تتظافرفيها جميع العوامل الخارجية المتمثلة في الجماعة بالإضافة إلى كل هذا فإنه لا يمكنأن نقف موقف اختيار بين النظريتين ولا يمكننا أيضا قبولهما على أنها صادقة فإذاكانت النظرية المادية قد قامت على بعض التجارب فقد تبين مدى الصعوبة التي تواجهالتجربة أما الاجتماعية فإنها تبقى نسبية نظراً للإرادة التي يتمتع بها الفرد دونأن ننسى الجانب النفسي للفرد .وخلاصةالقول أنه من غير الممكن إرجاع الذاكرة إلى عامل واحد لأنها عملية عقلية تتظافرفيها جملة من العوامل الذهنية والعضوية الاجتماعية وبهذا فإن أساس الذكريات نتاجاجتماعي وبيولوجي معاً .

** منتدى بريكة للعلم والمعرفة ** 2009 **
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسيل الرحمان




عدد الرسائل : 1
تاريخ التسجيل : 23/05/2012

درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي   درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي Icon_minitimeالسبت 26 مايو 2012 - 12:35

سلمت يداك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درس الذاكرة/ هل أساس الإحتفاظ بالذكريات بيولوجي أم إجتماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بريكة للـعــلم والمعرفة :: المنتدى التعـــلــيمي :: التعلـيــم الثانــوي :: السنة الثالثة ثانوي * Bac * :: الفلسفـة-
انتقل الى: