والموضوع يدرج تحت مواضيع اهتمام الإسلام بصحة الإنسان ، وهو لا يكاد يكون إثبات واحد من إثباتات عديدة لا تحتاج حتى إلى بحث علمي لمعرفتها . فيكفي لنا استقراء سلوكيات وتشريعات الإسلام في النظافة والتفريق بينها وبين سلوك غير المسلم (العلماني) الذي يعيش في دول العالم الأول . إن الحكم بالمنطق على أن المسلم أكثر نظافة جسدية (المسلم الذي يطبق أحكام النظافة والطهارة في الإسلام) من الملحد لا يحتاج إلى كثير من التفكير . ومن هذه المنطقيات تلك القصص الرائعة التي نسمعها عن الحوار بين المسلمين والغربيين ولعل قصة (غسل القدم) من أبرزها . والمنطق فيها (كما هو في تنظيف الأنف) أن المسلم يغسل قدمه خمسة مرات في اليوم للوضوء . أما الملحد فربما يغسل وجهه مرة أو مرتين (حسب الحاجة) . فمن باب المنطق أن من يغسل قدمه خمس مرات فستكون قدمه أنظف من وجه الذي يغسله مرة أو مرتين .
إن ردود بعض الملحدين (السلبية) حول هذه النقطة ستتهرب إلى تحويل الكلام في اتجاه آخر وهو كما يلي : 1- هل كان الإسلام هو الوحيد الذي يحث على نظافة الأنف ؟ 2- هل الوضوء ونظافة الأنف دليل على صحة الإسلام ووجود إله ؟ ويمكن استقراء مثل هذه الردود من الردود المختلفة حول مواضيع الحقائق العلمية التي صرح بها القرآن .
لكن الرد (الإيجابي) الذي لا يخطر ببال الملحد هو : ما دام الوضوء له مظاهر صحية وفائدة للإنسان فلماذا لا أعترف بصحة هذا التشريع ؟
أما السؤال الذي يوجه للملحد من قبل المسلمين فهو : حيث ثبت بالعلم فائدة الاستنشاق ، فهل أيها الملحد ستقوم بعمله وتستنشق خمس مرات باليوم كما شرع الإسلام ، ليس من باب اتباع الإسلام ولكن من باب الاعتراف بفضل هذا التشريع على جسمك .